عاد رائد الفضاء التابع لناسا فرانك روبيو بسلام إلى الأرض بعد أن حطم الرقم القياسي لأطول مهمة مستمرة في الفضاء أكملها أمريكي على الإطلاق. وبعد قضاء 371 يومًا على متن محطة الفضاء الدولية، ودورانه حول الأرض 5936 مرة، وصل روبيو بأمان إلى كازاخستان. برفقة زميليه الروسيين سيرغي بروكوبييف وديمتري بيتلين.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أصبح روبيو أيضا أول أميركي يقضي عاما كاملا في المدار، متجاوزا الرقم القياسي الأميركي السابق الذي سجله مارك فاندي هيج بأسبوعين.
وقال مدير ناسا بيل نيلسون إن الرحلة التي حطمت الرقم القياسي لم تكن مجرد علامة فارقة ولكنها أيضًا “مساهمة كبيرة في فهمنا للمهام الفضائية طويلة الأمد”.
وأضاف نيلسون: “ناسا ممتنة للغاية لخدمة فرانك المتفانية لأمتنا والمساهمات العلمية التي لا تقدر بثمن التي قدمها في محطة الفضاء الدولية”، موضحا أنه “يجسد روحا رائدة حقيقية من شأنها أن تمهد الطريق لاستكشاف القمر في المستقبل”. المريخ وما بعده.”
ومع ذلك، لم يكن تحطيم الأرقام القياسية هو الهدف الأصلي لرحلة روبيو الأولى، حيث كان من المخطط أن تستمر المهمة ستة أشهر فقط.
وكان روبيو وزملاؤه يخططون للعودة إلى الأرض في مارس/آذار، لكن تم احتجازهم على متن المحطة الفضائية عندما تسرب مبرد مركبتهم الفضائية بشكل غير متوقع، بسبب نيزك صغير أو قطعة من الحطام الفضائي ضربت مركبة الفضاء سويوز إم إس-22 بعد ثلاثة أشهر من المهمة. مما يجعل العودة إلى الأرض غير آمنة.
ويمثل الحطام الفضائي مشكلة خطيرة بشكل متزايد مع إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، مما يترك سحبًا من القمامة الكونية التي تهدد بسد المدارات القريبة من الأرض.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى أنه قد يكون هناك أكثر من 23000 قطعة من الحطام أكبر من 10 سم، ونصف مليون قطعة يتراوح حجمها بين 1 و10 سم، وأكثر من 100 مليون قطعة من الحطام أكبر من 1 مم.
في الوقت الذي استغرقه تنظيم طاقم ومركبة فضائية بديلة، شاهد روبيو 15 مركبة فضائية زائرة وسافر أكثر من 157 مليون ميل (253 مليون كيلومتر)، أي ما يعادل 328 رحلة إلى القمر.
وبينما كان روبيو يحمل الرقم القياسي لأطول رحلة فضاء أمريكية، كانت هذه ثالث أطول رحلة فضائية في تاريخ البشرية، حيث احتل رائدا الفضاء الروسيان اللذان عاشا على متن محطة مير الفضائية في التسعينيات المراكز الأولى.
يحمل فاليري بولياكوف الرقم القياسي لأطول رحلة فضائية بعد أن أمضى 437 يومًا على متن المحطة الفضائية، وذلك ضمن سلسلة اختبارات لتحديد تأثيرات الجاذبية الصغرى على الجسم. عاش بولياكوف على متن محطة مير الفضائية في الفترة من 8 يناير 1994 إلى 22 مارس 1995.
