
يرتبط المصريون بالعديد من العادات والتقاليد التي يقومون بها في مختلف الاحتفالات والمناسبات، لدرجة أن كل مناسبة دينية خاصة تظل مرتبطة بعادات أو طقوس معينة، لا يزال الكثير من المصريين يحافظون عليها، ولكن الملفت للنظر في كثير من هذه العادات ومن الطقوس أن معظمها يعود إلى العصر الفاطمي، ورغم مرور ما يقرب من ألف عام على عهد الدولة الفاطمية، إلا أن تأثيرها في نفوس وحياة المصريين يبدو واضحًا وقويًا. ولعل مع احتفال الأمة الإسلامية الآن بالمولد النبوي الشريف، فإنها تحيي واحدة من أهم الطقوس التي ولدت في العصر الفاطمي واستمرت عند المصريين حتى اليوم، وهي حلوى المولد. وتوضح السطور التالية بعض الطقوس التي توارثها المصريون منذ الدولة الفاطمية:
حلوى عيد ميلاد
ويقول الباحث الأثري المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية سامح الزهار، إن الفاطميين أول من صنع حلويات المولد، حيث كان لديهم مسألة الترويج السياسي لحكمهم وليس الترويج الديني. ويدرسون طبيعة وشخصية الشعوب التي يذهبون إليها، من الناحية الاجتماعية، وبمعرفتهم بطبيعة الناس. المصري، وحب المصريين للاحتفالات وليس الأسلحة والحروب، ومن خلال آليات العصر التي كانت موجودة في هذا الوقت، استغلوا هذه النقطة كنوع من التودد والترويج لسياستهم.
موائد الرحمن
وهناك بعض الروايات التاريخية التي تقول إن الدولة الفاطمية كانت صاحبة المبادرة الأولى في إعداد موائد الرحمن، وأنهم أطلقوا عليها اسم “دار الفطرة”، وكان طولها 175 مترًا. وبحسب تلك الرواية فإن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله أول من سن تقليد الولائم الخيرية، وأنه أول من أقام مائدة في شهر رمضان من أجل المصلين والمصلين. أهل مسجد عمرو بن العاص. وكان يخرج من قصره 1100 وعاء من كل أنواع الطعام ليوزعها على الفقراء. وبحسب كتاب “دليل الأولين” للدكتور إبراهيم مرزوق فإن أول من أقام مائدة في شهر رمضان هو الخليفة الفاطمي العزيز بالله أقامها لأهل مسجد عمرو بن العاص ليفطروا منه. وفي عهد الخليفة العزيز بالله كان يخرج من مطبخ القصر يوميا 1100 قدور طوال شهر رمضان.
فانوس رمضان
وبحسب كتاب «الأصابع الذهبية» للفنان الدكتور عز الدين نجيب، يرى معظم المؤرخين أن بداية العادة ارتبطت بفترة الحكم الفاطمي في مصر، والتي استمرت قرنين من الزمان بداية من القرن الرابع. آه. ومن هذه الآراء أن استعمال الفوانيس كان بأمر الخليفة المعز لدين الله، حيث علق المؤلف على أن كل بيت وكل دكان له فانوس أمام ممتلكاته لإنارة الشارع طوال شهر رمضان. .
طبق عاشوراء
هناك عدة روايات حول أصل طبق عاشوراء الشهير، منها أنه يعود إلى الدولة الفاطمية، وأنهم في ذلك الوقت قرروا الاحتفال بيوم عاشوراء كما يحتفلون بالمولد النبوي، وكذلك ليلة النصف من شهر رمضان. شعبان. وكان احتفال الفاطميين بيوم عاشوراء يتمثل في تقديم طبق حلوى مميز وتوزيعه على المنازل احتفالاً بيوم الخلاص. موسى، وهناك قصة تقول أن صلاح الدين الأيوبي عندما دخل مصر قرر أن يمحو كل ما يتعلق بعادات الدولة الفاطمية، فحظر أنواع الحلويات التي كانت تصنع أيام الفاطميين، و وطلب استبدالها بحلويات وأصناف أخرى جديدة، من بينها طبق عاشوراء الذي نعرفه بشكله الحالي.